التخطي إلى المحتوى الرئيسي
الحلم الأبيض~~


 فتاةً أراقب العرائس في ابتهاج ..
أتأملهنَّ كالدمى 
استمتع بحمل أذيال فساتينهن و أتلهف لذلك ..
تغمرني فرحة الطفولة العارمة ..
و تدغدغني رغم الصغر أحلام الثوب الأبيض المزركش المطرز بالورد ..

ها قد بلغت مرحلة العنفوان ..
و شعرت بمشاعر الأنثى المحبوبة لأول مرة ..
جنون الأحلام تطاردني ..
و شغف الفستان الأبيض ينهض من سباته ..

لكن ..
بعد الفراق تحطمت المرايا المزخرفة ..
و اصطبغت جدراني بكُحل عيوني ..
تلونت الورود البيضاء المطرزة على فستان أحلامي إلى لون الدم القاني ..
انزويت في ركنٍ صغير من باحة حديقتي ..
حاولتُ جمع شتاتي بعد هذا الضياع المُفجع ...
خرجتُ من بوتقة الحزن بصعوبة شديدة ..
لكن لا أحد يعلم كم تكسّرت فيَّ الأمنيات  ..
و غدت بلا أجنحة .. 

و بعد أن جمعني القدر بك ..
تعجبت من أمري ..
فعشقتُ لأجلك عمري ..
صرتُ أراكَ في كل الزوايا ..
و أبصركَ في كل الوجوه ..
أسمع صوتك يتردد على أسماعي رغم الضجيج ..
و ها هو الحلم القديم قد تحقق على يديك ..
فستاناً أبيض .. طرزته بالورد لأجلي ..
و توجتني بحبك عروساً كملاكٍ ينقصها الجناح فتطير فرحاً ..
سأهديك عهدي لكَ بالوفاء مع هذا الخاتم ..
كما وفيتَ معي بحلمي الأبيض !!!




تعليقات

  1. ياله من حلم واقعي جعلني اطير بجناحين من ريش ناعم ابيض أراه ولا أراه . روعة ماخط خاطرك ايها الحلم الواقعي تمنيت اني لا استيقض من هكذا حلم ... ب ا س م الوائلي

    ردحذف
  2. و هل نستطيع العيش إلا بالأحلام التي يغذيها الأمل و الصبر لتنمو زهراً فواحاً عطراً .....

    سلم هذا العبق من عطرك اخي باسم

    ردحذف
  3. هاذ الجلم جقيقي ام غيرذالك

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طفلة بين يديك

بين يديك ..  أُلقي روحي لتمحو كل آلامي .. كَـ طفلةٍ مدللة تبكي في حضن أبيها .. ليغمر قلبها سكينةً و سلاماً .. نعم .. أشكر الله كثيراً .. لأنك نعمةٌ أخاف عليها من الزوال !

كسر القيود ~

بعيداً عن الأحاديث المنمّقة و الجُمل المركبة بدقة .. كنتُ إنساناً يلهث خلف عجلة الزمن مخافة انهيار عقارب الساعة على رأس السراب .. كنت أهرب من الماضي للحاضر ..للمستقبل المجهول ..  أي شيء كان أفضل من "الآن" الميّت احتضاراً .. أي شيء كان سينقذني و لو كان مجهولا .. وجاء المجهول .. ومعه المستقبل .. جاءا ..! بالكاد أسمي هذا مجيء ... بل هو سطوة .. هو قائد .. و أنا مقيّدة .. مصفّدة الإرادة .. مستسلمة بلا شعور .. اعترف .. كنت أنام تحت تأثيره .. القلب وحده الواعي .. قد كان يخفق باختناق .. محاولات مستميتة للخلاص .. كان أولها إيقاظ الروح .. قُرعَت نواقيس الخطر .. حان الوقت لكسر القيود .. واختراق حاجز التسليم بقدَر لم يكن مكتوباً .. الآن .. إما الموت تحت وطأةِ الجنون .. أو الفرار من الجحيم .. و قد قررت ..!

قلب من ورد ..~

تلك القلوب تعذبت حتى ذوَتْ .. أوراقُها وتمزقتْ بيديكَ .. لا تشكوَنْ أشواكها إذْ لم تُرِدْ .. منها السّقا وبالندى ترويكَ .. .