تخرج من شرنقتها ، ضعيفة القلب ، هزيلة الروح والملامح .. لم تُداعب أوردتها الريح ولم تبني من أغصان الوجود بيت ..
لكنها تتطلّع للأفق .. لمكامن السحر ..
تملأها الرغبة لاقتحام الحياة ، للألوان إذ تغزو كيانها فتمتلأ عزماً ، لتحطيم أصنام الخوف ... تقف على أرضٍ صلبة .. أو هكذا بدا لها .. مكتنزة بشغف القوة ..
امرأة من زمن الشتاء وُلدت ..
تحمل هشاشتها كورقةٍ خريفية تكاد تسقط من غصنها الضعيف على شجرة ..
تزعم الشجاعة والصبر ..
تتنكر لآلامها ..
لرعشتها وشتاتها ..
ثم ما تلبث أن تقع ..
فترتجف من ثقل الأرض وبرودة الطقس ..
تتحمل العواصف ..
تتطاير متناغمة معها ..
في لجّة العذاب تضحك ..
تمارس طقوس ضحك هستيرية راقصة .. لتغالب بها الشجن ..
تضحك في نزعها الأخير كأنها الآن تُبعَث ..
كان الموت إنجاباً ..
والقلب المهدور على حافة الحياة صندوقها الأسود ..
تقترب من جمر الانكسار .. تهمي عيناها دون شعور ..
تتمسك بأذرع النيران صارخةً " خذيني " ..
يخالها الناظر ممسوسة ..
تُلفت انتباه المشفقين والشامتين على حدٍ سواء ..
وما أكثر الشامتين وما أمضى خناجر أحقادهم ..
تعليقات
إرسال تعليق