التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أجنحة الفراشة



تخرج من شرنقتها ، ضعيفة القلب ، هزيلة الروح والملامح .. لم تُداعب أوردتها الريح ولم تبني من أغصان الوجود بيت ..
لكنها تتطلّع للأفق .. لمكامن السحر ..
تملأها الرغبة لاقتحام الحياة ، للألوان إذ تغزو كيانها فتمتلأ عزماً ، لتحطيم أصنام الخوف ... تقف على أرضٍ صلبة .. أو هكذا بدا لها  .. مكتنزة بشغف القوة ..
امرأة من زمن الشتاء وُلدت ..
تحمل هشاشتها كورقةٍ خريفية تكاد تسقط من غصنها الضعيف على شجرة .. 
تزعم الشجاعة والصبر .. 
تتنكر لآلامها ..
لرعشتها وشتاتها ..
ثم ما تلبث أن تقع ..
 فترتجف من ثقل الأرض وبرودة الطقس ..
تتحمل العواصف .. 
تتطاير متناغمة معها .. 
في لجّة العذاب تضحك .. 
تمارس طقوس ضحك هستيرية راقصة .. لتغالب بها الشجن ..
تضحك في نزعها الأخير كأنها الآن تُبعَث ..
كان الموت إنجاباً .. 
والقلب المهدور على حافة الحياة صندوقها الأسود ..
تقترب من جمر الانكسار .. تهمي عيناها دون شعور ..
تتمسك بأذرع النيران صارخةً " خذيني " .. 
يخالها الناظر ممسوسة .. 
تُلفت انتباه المشفقين والشامتين على حدٍ سواء ..
وما أكثر الشامتين وما أمضى خناجر أحقادهم ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طفلة بين يديك

بين يديك ..  أُلقي روحي لتمحو كل آلامي .. كَـ طفلةٍ مدللة تبكي في حضن أبيها .. ليغمر قلبها سكينةً و سلاماً .. نعم .. أشكر الله كثيراً .. لأنك نعمةٌ أخاف عليها من الزوال !

كسر القيود ~

بعيداً عن الأحاديث المنمّقة و الجُمل المركبة بدقة .. كنتُ إنساناً يلهث خلف عجلة الزمن مخافة انهيار عقارب الساعة على رأس السراب .. كنت أهرب من الماضي للحاضر ..للمستقبل المجهول ..  أي شيء كان أفضل من "الآن" الميّت احتضاراً .. أي شيء كان سينقذني و لو كان مجهولا .. وجاء المجهول .. ومعه المستقبل .. جاءا ..! بالكاد أسمي هذا مجيء ... بل هو سطوة .. هو قائد .. و أنا مقيّدة .. مصفّدة الإرادة .. مستسلمة بلا شعور .. اعترف .. كنت أنام تحت تأثيره .. القلب وحده الواعي .. قد كان يخفق باختناق .. محاولات مستميتة للخلاص .. كان أولها إيقاظ الروح .. قُرعَت نواقيس الخطر .. حان الوقت لكسر القيود .. واختراق حاجز التسليم بقدَر لم يكن مكتوباً .. الآن .. إما الموت تحت وطأةِ الجنون .. أو الفرار من الجحيم .. و قد قررت ..!

قلب من ورد ..~

تلك القلوب تعذبت حتى ذوَتْ .. أوراقُها وتمزقتْ بيديكَ .. لا تشكوَنْ أشواكها إذْ لم تُرِدْ .. منها السّقا وبالندى ترويكَ .. .