التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2019

فاطمة ~

في بيتٍ طينيٍ أشبه بالمقابر في ظُلمته و وَحشته، وُلدت فاطمة ونشأت بين جدرانه المتهالكة وظُلمته المقلقة، مع أمٍ تصارع حياةً لا ترحم، وأبٍ أخذ من الأبوة اسمها وأبدل مضمونها قسوةً وغلظةً وظلماً وقهراً. وهي بين كل هذا وذلك كالوردة الذابلة التي تمايلها أيادي عاصفة باردة هوجاء. كان والدها يقدم لها الهدايا المفجعة ببذخ، خاصةً حين تعود من عند الكتّاب ويأمرها أن تتلو على مسامعه ما لقّنتها إياه المعلمة...تتلجلج فاطمة في الآيات فيُهديها والدها ضربةً بأي شيءٍ تقعُ عليه يداه، ويا لحظها عندما كانت في يده جريدة نخل وقّعت على ظهرها قسوتَه وهمجيته. تبكي فاطمة – وهي بنت سبع سنين - غير فاهمة لماذا يكرهها أبوها كل هذا الكره؟ في ذلك الوقت تسمعها أمها فريدة لتركض مدافعةً عنها ( اتقِ الله ستذبح الطفلة ) ليردّ في جلافةٍ وكره (دلليها أكثر حتى تتعود العِصيان) كل نهار تعود فيه من الكتّاب للبيت كان بالنسبة لها عودة إلى الجحيم .. ترى أقرانها يفرحون ويهلّلون برؤيتهم لآبائهم مارين في الطريق لينالوا أحضاناً وقبلات وحلوى .. وترى حالها مختلفاً عنهن. ذات نهار عادت وطالبتها رفيقاتها مشاركتهن اللعب...

عندما تسقط الوجوه...

عندما تسقط الوجوه ... يا كذبةً حطّت على أكتافي قد بانَ منكِ الحَيفُ في أعرافِ ما دينهُ دهرٌ تسابقَ بالخنا حتى تغطّت شمسُنا بلحافِ نقّيتُها ثوبي فلم ترغب بمن نَكَت البياضَ لأسودِ الأهدافِ ورددتُها ريحَ الندامة بالبُكا ماتفعلِ الدمعاتُ في أعطافي؟ قد كنتُ نبعاً قد توصّى بالسِقا حتى مضى بالخوفِ نبعي الصافي يا رحمةَ اللهِ التي نزلَت على خيرِ البريةِ كاملِ الأوصافِ ميلي عليَّ ببُلغةٍ أقوى بها فالجرحُ أظمأ قلبيَ الهفهافِ عَلِّي أجوزُ على الدّرايةِ والهُدى وأصونَ قلباً خالفَ الأعرافِ هيهاتَ يصدُقُ في الزمانِ صديقُنا لابدَّ يوماً من ظهورِ الخافي