التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2018

قلق

أنا إنسانٌ يقلق كثيراً ، القلق ليس عادة يومية لي ؛ بل هو تنفسٌ آخر يزاحم الشهيق ولا يخرج مع الزفير .. . لكيلا أبالغ ..ربما تتسرب بعض الذرات ... . أتساءل كيف هو الإحساس بالطمأنينة؟ كيف ينبض القلب بلا توتر ؟. أمارس القلق في مطعمي ومشربي ، في علاقاتي .. يرعبني أن لا أنال محبتهم .. ويخيفني أن لا أحبهم .. كما ينبغي ! يُثير رَيبتي إقبالهم .. لهفتهم .. كما يقلقني الاعتياد على حبهم .. يقتلني رعباً .. رحيلهم .. هجرهم .. لا أعرف كيف أعاملهم .. ولا يعلمون كيف أخاف لأجلهم ، وعليهم ، ومنهم! حتى الكتب التي أهوى صارت تثير هواجسي .. فأترنّح بين السطور .. ثمل برائحة الورق .. يضطرب القلم كلما تسلّقَته أصابع اللبلاب .. تدثّره .. تخنقه .. تربك حرفه .. فيهوي على شفا الورقة .. أدخل في جدالات بيزنطية عقيمة مع وساوسي .. جدلٌ لأجل الجدل ..لا مغزى و لا فهم .. شجارٌ فصراعٌ فصداع .. ! آهٍ كم يفزعني الانحياز .. الحياد .. المنتصف .. الجانب .. والجانب الآخر .. رأسي ممتليء جداً .. فارغٌ جداً .. هاديءٌ في قلبه حربٌ طاحنة .. أنا مجنون .. ضعوني حيث تريدون .. في مصحّ ! في سجن !! نعم اسجنوني .. في أي مكان أجد فيه أشباهي ...

صديقي

. لم أتحدث إليك منذ فترة .. أعراض الانعزال تغتالني .. حتى أنت يا صديقي غدوتُ أشعر معك -سامحني- بالغربة .. لم أعُد أخبركَ عن نومي المثقل بالكوابيس .. عن وجهي المجعد الشاحب .. أو أشاكسك ضحكا على حاجبيك الرقيقين كامرأة .. “ هل مازالا رقيقَين ؟! ” لم أعلم أنني أخفي عنك ضحكاتي على سُخف النكات التي أبكتني .. حتى أدركتُ أنني أشفق عليك من صاحب مثلي .. يلبس قبعةً من حديد تلتحم بجمجمته بقسوة .. كلما ضربت الشمس رأسه انصهر وتبعثر .. وكلما برد الطقس هذى تجمداً وشروداً .. سامحني يا صديقي .. لأنني أبدي لك عكس ما أحس .. أقسو بفظاظة .. بإمكانك أن تسمي ما أفعله - حماية لك - مني .. صدقني .. حتى كوب الشاي الذي ارتشفته معك ذات صباح .. وضحكنا لأن النادل وضع فيه الكثير من السكر - والذي أبديتَ له أنك ستقاضيه إن أصابتني النوبة - كنتُ أشعرهُ مراً علقماً ..! البحر يا صديقي .. بات رمادياً .. أشبه بالتابوت .. يُشيّع للموت .. ليتك تعلم ..أن ابتعادك ملأ النواعير فغاص قلبي بين أجنحة الخوف .. أنا دونك يا صديقي .. أثرٌ بعد عين .. .