التخطي إلى المحتوى الرئيسي

صديقي



.
لم أتحدث إليك منذ فترة .. أعراض الانعزال تغتالني .. حتى أنت يا صديقي غدوتُ أشعر معك -سامحني- بالغربة .. لم أعُد أخبركَ عن نومي المثقل بالكوابيس .. عن وجهي المجعد الشاحب .. أو أشاكسك ضحكا على حاجبيك الرقيقين كامرأة .. “ هل مازالا رقيقَين ؟! ”
لم أعلم أنني أخفي عنك ضحكاتي على سُخف النكات التي أبكتني .. حتى أدركتُ أنني أشفق عليك من صاحب مثلي .. يلبس قبعةً من حديد تلتحم بجمجمته بقسوة .. كلما ضربت الشمس رأسه انصهر وتبعثر .. وكلما برد الطقس هذى تجمداً وشروداً ..
سامحني يا صديقي .. لأنني أبدي لك عكس ما أحس .. أقسو بفظاظة .. بإمكانك أن تسمي ما أفعله - حماية لك - مني ..
صدقني .. حتى كوب الشاي الذي ارتشفته معك ذات صباح .. وضحكنا لأن النادل وضع فيه الكثير من السكر - والذي أبديتَ له أنك ستقاضيه إن أصابتني النوبة - كنتُ أشعرهُ مراً علقماً ..!
البحر يا صديقي .. بات رمادياً .. أشبه بالتابوت .. يُشيّع للموت ..
ليتك تعلم ..أن ابتعادك ملأ النواعير فغاص قلبي بين أجنحة الخوف ..
أنا دونك يا صديقي .. أثرٌ بعد عين ..
.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طفلة بين يديك

بين يديك ..  أُلقي روحي لتمحو كل آلامي .. كَـ طفلةٍ مدللة تبكي في حضن أبيها .. ليغمر قلبها سكينةً و سلاماً .. نعم .. أشكر الله كثيراً .. لأنك نعمةٌ أخاف عليها من الزوال !

كسر القيود ~

بعيداً عن الأحاديث المنمّقة و الجُمل المركبة بدقة .. كنتُ إنساناً يلهث خلف عجلة الزمن مخافة انهيار عقارب الساعة على رأس السراب .. كنت أهرب من الماضي للحاضر ..للمستقبل المجهول ..  أي شيء كان أفضل من "الآن" الميّت احتضاراً .. أي شيء كان سينقذني و لو كان مجهولا .. وجاء المجهول .. ومعه المستقبل .. جاءا ..! بالكاد أسمي هذا مجيء ... بل هو سطوة .. هو قائد .. و أنا مقيّدة .. مصفّدة الإرادة .. مستسلمة بلا شعور .. اعترف .. كنت أنام تحت تأثيره .. القلب وحده الواعي .. قد كان يخفق باختناق .. محاولات مستميتة للخلاص .. كان أولها إيقاظ الروح .. قُرعَت نواقيس الخطر .. حان الوقت لكسر القيود .. واختراق حاجز التسليم بقدَر لم يكن مكتوباً .. الآن .. إما الموت تحت وطأةِ الجنون .. أو الفرار من الجحيم .. و قد قررت ..!

قلب من ورد ..~

تلك القلوب تعذبت حتى ذوَتْ .. أوراقُها وتمزقتْ بيديكَ .. لا تشكوَنْ أشواكها إذْ لم تُرِدْ .. منها السّقا وبالندى ترويكَ .. .