.
لم أتحدث إليك منذ فترة .. أعراض الانعزال تغتالني .. حتى أنت يا صديقي غدوتُ أشعر معك -سامحني- بالغربة .. لم أعُد أخبركَ عن نومي المثقل بالكوابيس .. عن وجهي المجعد الشاحب .. أو أشاكسك ضحكا على حاجبيك الرقيقين كامرأة .. “ هل مازالا رقيقَين ؟! ”
لم أعلم أنني أخفي عنك ضحكاتي على سُخف النكات التي أبكتني .. حتى أدركتُ أنني أشفق عليك من صاحب مثلي .. يلبس قبعةً من حديد تلتحم بجمجمته بقسوة .. كلما ضربت الشمس رأسه انصهر وتبعثر .. وكلما برد الطقس هذى تجمداً وشروداً ..
سامحني يا صديقي .. لأنني أبدي لك عكس ما أحس .. أقسو بفظاظة .. بإمكانك أن تسمي ما أفعله - حماية لك - مني ..
صدقني .. حتى كوب الشاي الذي ارتشفته معك ذات صباح .. وضحكنا لأن النادل وضع فيه الكثير من السكر - والذي أبديتَ له أنك ستقاضيه إن أصابتني النوبة - كنتُ أشعرهُ مراً علقماً ..!
البحر يا صديقي .. بات رمادياً .. أشبه بالتابوت .. يُشيّع للموت ..
ليتك تعلم ..أن ابتعادك ملأ النواعير فغاص قلبي بين أجنحة الخوف ..
أنا دونك يا صديقي .. أثرٌ بعد عين ..
.
تعليقات
إرسال تعليق