عيناها مغروستان كشجرة عجوز في قاع وجهها .. ساهمة النظرات .. بين أناملها سيجارة تحملها بإهمال .. جمرتها تكاد تخمد تاركة أثر الاحتراق على اطراف التصقت ببشرتها الشاحبة .. اختلطت الالوان فلم أميز أيهما أشد اصفراراً .. لون التبغ او جلدها ؟ كانت تنظر في الفراغ .. مبصرة مع وقف التنفيذ .. تتململ في حركتها .. لا تكاد أضلاع صدرها تتسع لرئتيها الصغيرتين .. لا تتنفس الا بقدر يجعلها تعيش فقط .. كلهم يمرون أمامها .. يراقبونها - كان وجهها بارداً .. متبلد الإحساس .. كأن لم تنحته أيادي الابتسامة يوماً .. و لم تذق عينيها رحيق الفرح لحظة .. حتى استعصى على الحزن تصويرها .. و تركها غريبة المعالم .. حادة التفاصيل .. أشد برودة من صقيع الشتاء .. - كانوا ينظرون .. يذهلون .. ثم ما يلبثون ناظرين فراشات أخرى ملونة .. ما تزال مخدوعةً بمن يُفتتن بها .. و هي لا تعلم أنها على الطريق المستقيم للاحتراق !!!