يُحكى أن ..
ثم لم يكن من الإعجاز أن أخرج من عمق الحكاية ، لأبحث عنك ، ضاربةً بعَرض الحائط خوفي من المجهول ، ورعبي من متاهات الطريق .. .
.
.
نعم ، لم أعرف بعدك أماناً ، ولم تُلملَم لي بعثرة .. أمسيتُ أدنو من ظلامٍ لآخر ، أدور باحثةً عنك كأنك ذرّةُ ملح أذابتها الدنيا .. على كل بوابة وقفتُ وإلى أغوار الحَكايا وَلجْت .. أدهشني بعضُها وأرعبتني أخرى .. لم أيأس منك ، أنت الذي يروقك الاختباء ، ويفتنك التخفي واللعب .. .
.
. أعطيتُ للساحرات أثرك ، لكن السحر باطل ، والامير مجهول المكان والمصير .. .
ضِعتُ بعدك ، أُداري ارتعاشي ، لأثبتَ لك وللآخرين ولربما لي ، أني قوية ، قوية جداً .. حتى إنني أقدر أن أصارع تنيناً ، ولا أرهب النيران ، أو حتى مخاطبة السحاب على ظهر عنقاء مخيفة .. .
نعم ، أسرفتُ في حبي لك يا أميري ..حتى تجللتُ بسحر ألفٍ ليلة وليلة فلم تعد تُذهلني ، وقضيتُ عمري أمتطي صهوةَ الريح فلم تُعييِني .. سألتُ ملوك البحار وجن الأرض والسماء .. .
.
.
شكوتُ للشمس الطالعة والقمر المنير .. قالوا بعد عناءِ شكواي وبثّ نحيبي ونجواي “ أميركِ في سحر الحكاية يحيا وفي أرجائها يتبعثر ويهذي ، مريضٌ فأنقذيه ومن ماء الحياة اسقيه !!”.
ادهشني الجواب وحِرتُ واضطرب قلبي أيما اضطراب .. “ أيّ حكاية وفي أي رواية ؟ ” ليجيبا في مهابة والخوف على الأمير زادني كآبة “ في عينيكِ الغابة وبين أشجارها يلقى الأمير عذابه ” لأرجعَ إلى وطني ، وأحمل قنديل قلبي يُضيء ظلام دربي ، ها أنت يا أميري ، تثبت لي أني ضائعة وأنك الذائب في الغرام صبابه ، تتخفى بين أضلعي وأنا في حبك متيقنة مرتابة .. .
أنت في قلعتي تجول وفي قلبي تسكن وتحيا ، وأنا أظنك تستسيغ التضليل والهرب تاركاً روحي في عويلٍ وكرب .. فليَهنأ قلبي ، أنت لي بعدد ما قُرأت الحَكايا ، وتجمّلت بها الليالي نجوماً بلا نهاية ..
النهاية
.
.
#حكاية_الحكايات
تعليقات
إرسال تعليق