التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اللون الأحمر ~


نجلاء طفلة جميلة ، دخلت عامها السادس منذ أيام، ذات بشرة برونزية ناعمة وعينان ينساب فيهما العسل برقة متناهية ، يطفو على وجهها البِشر ، تضحك عيناها حين تبتسم .
كانت تلاعب الورود في الحديقة عندما وصلها نداء أمها من المطبخ : نجلاء تعالي لتستحمي ..
ركضت نجلاء إلى الداخل ، واستسلمت لحمام والدتها و تدليكها ودعكها كأنها قطعة نحاس تحتاج للتصفير .. 
عندما خرجت مغطاة بدفء فوطتها رأت ثوباً أحمر قد أعدّته والدتها ، قطّبت جبينها فأدركت الأم ذلك وسألت : كأن الثوب لا يعجبك ؟ 
لتقول بسرعة : لا أحب اللون الأحمر !
“ لماذا ” قالتها الأم في استغراب ..
“ لأن اللون الأحمر لون الشيطان ! ” قالتها وزمت شفتيها الصغيرتين
“ وكيف هذا !؟” والصدمة تعلو وجه الأم ،
“ قالت لنا المعلمة أن الشيطان مخلوق من النار و هو أحمر ” ردت نجلاء في براءة ..
فتحاول الأم فهم ما بقلب طفلتها الصغيرة ولتجيب عليها ببساطة .. 
“ تعالي يا صغيرتي وانظري لهذا ” واشارت إليها أن تنظر للوحة فيها طير أبو الحناء الذي تحبه وقالت : هل يعجبكِ؟ 
لتردّ نجلاء ببهجة : نعم بالطبع ، إنه جميل ..
ثم أرتها ورودَ الحديقة وسألتها ماذا ترين ؟ 
لتجيب بحب : انها ورود حديقتنا الحمراء ! وعندما نطقت اللون صمتت بغتة فقد أدركت ما تريد أن تعلمها إياه والدتها فابتسمت قائلة: إن اللون الأحمر جميل !
وأقبلت على ثوبها ترتديه ولما وقفت أمام المرآة بدَت كوردةٍ تتفتح بثوبها الأحمر وشعرها الكستنائي المنثال على أكتافها ..
ابتسمت لأمها قائلة : لا بأس أن تربطي لي شعري بشريطة حمراء؟! 
لتضمها أمها حباً أولا ، ولذكائها وفطنتها ثانياً ..!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طفلة بين يديك

بين يديك ..  أُلقي روحي لتمحو كل آلامي .. كَـ طفلةٍ مدللة تبكي في حضن أبيها .. ليغمر قلبها سكينةً و سلاماً .. نعم .. أشكر الله كثيراً .. لأنك نعمةٌ أخاف عليها من الزوال !

كسر القيود ~

بعيداً عن الأحاديث المنمّقة و الجُمل المركبة بدقة .. كنتُ إنساناً يلهث خلف عجلة الزمن مخافة انهيار عقارب الساعة على رأس السراب .. كنت أهرب من الماضي للحاضر ..للمستقبل المجهول ..  أي شيء كان أفضل من "الآن" الميّت احتضاراً .. أي شيء كان سينقذني و لو كان مجهولا .. وجاء المجهول .. ومعه المستقبل .. جاءا ..! بالكاد أسمي هذا مجيء ... بل هو سطوة .. هو قائد .. و أنا مقيّدة .. مصفّدة الإرادة .. مستسلمة بلا شعور .. اعترف .. كنت أنام تحت تأثيره .. القلب وحده الواعي .. قد كان يخفق باختناق .. محاولات مستميتة للخلاص .. كان أولها إيقاظ الروح .. قُرعَت نواقيس الخطر .. حان الوقت لكسر القيود .. واختراق حاجز التسليم بقدَر لم يكن مكتوباً .. الآن .. إما الموت تحت وطأةِ الجنون .. أو الفرار من الجحيم .. و قد قررت ..!

قلب من ورد ..~

تلك القلوب تعذبت حتى ذوَتْ .. أوراقُها وتمزقتْ بيديكَ .. لا تشكوَنْ أشواكها إذْ لم تُرِدْ .. منها السّقا وبالندى ترويكَ .. .