التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2018

كيف تُحيي الموتى؟!

منذ أزل كتبتُ حياتي على أذيال الليل .. أنفقتُ نبض قلبي تنهدات شوق ، وشوق ، وشوق .. حتى استحالَ حنيناً ... قاومتُ بمشاعري جيوش النسيان .. لا أريد أن أنسى ....... فكان نكال المقاومة .. الموت ...  بربك كيف تُحيي الموتى؟!

حُمى الفؤاد~

لقد انطفأَت تلك الحمى المسعورة .. تمدَّدَت عظامُها تحت الرماد .. لا .. لا تفهمني خطأً .. لم تغِب شمس الحب عن قلبي مُذ عرفتك .. إنها فقط تتغلغل بهدوء في أوردتي الباردة .. تنضح وُداً ودفئاً حانياً .. لقد أصبحَت قدرة متعالية على الجلاء .. إنها تنام في سكينة رحيمة داخل فؤادي الرّحْب .. لبوةً تستعد للنهوض والسباق في لحظة مغامرة مفاجئة .. مُمتلئةً بالشغف .. بالكرامة .. بالعظَمة المَلكية .. تحكمها رأفة الأمومة الأزلية .. لم ينضَب إحساسي بك .. لكنه هاديءٌ  كالليل يُحمحم بنجمٍ سيّار كلما راوغتهُ الدّهشة وحركتهُ بيدِها الساحرة !!!

زهرة أبي🌹

لم أكُ طفلةً عابثة .. لطالما فكرتُ أن أحيّيكَ بباقةِ ورد .. كل وردةٍ تسلّقَت أكتاف القطار كانت تناديك .. كل زهرةٍ لامسَت أيدي رفاقك كانت تهمس لك .. لم يُسفح انتظاري هدَراً .. نعم .. فهمتُك أبي .. الورد لايغريك .. هاروحي خبأتُها لك منذ الأزل❤

هل شعرتَ يوماً أنكَ مُحاصَر؟

أنا لم أشعر .. أنا أعيشُ فِعل المُحاصر .. بلا مدد ولا عدد .. أنا جنديٌ مهزوم يملؤه الغضب وتحيط به العزلة .. مات جميع رفاقه وجثثهم مُلقاة تستعرض ضعفه وانكساره .. هسيس أرواحهم يسخر من بطولته العنيدة .. وسؤالهم يدوّي ويدوّي ... إلى متى تقاوم ؟ استسلم خيراً لك !! أنا يا رفاق الهزيمة أرفض وبشدة أن أخرج زاحفاً ويديّ خلف ظهري .. أنا أقاوم .. لأني مجنونٌ بالحرية .. كفاكَ وهماً- قالوا - دع عنك أكاذيب البطولة واخنع .. كفاك بلهاً .. أنت محاصر .. يروقني الحصار حيث كرامتي بعدُ محفوظة .. فـَ لأُقتَل .. لكني لن أركع .. 

قيثارة السماء

تختال صورتك الباسمة ، وعيناك الدافئتان من خلف النظارة الطبية ..  أتيه - فيك - كعادتي .. ويتراكم النبض لحظةً ثم يستكين .. كأن القلب توقف .. وأسلَم روحه لضحكتك .. فتمسّ قلبي بهمسك .. لتعيد له النبض بانتظامه الدقيق .. تطلب مني الغناء .. أستدعي قيثارة السماء .. أنظُم اللحن ، وأسأل " أورفيوس " مِنحة الموسيقى والشِعر ..  ألبَس عطر بغداد .. أغنّيكَ .. وأشدو لأجلك .. فتخضرّ البراري الشاسعة .. في روحي أنا ..

أجنحة الفراشة

تخرج من شرنقتها ، ضعيفة القلب ، هزيلة الروح والملامح .. لم تُداعب أوردتها الريح ولم تبني من أغصان الوجود بيت .. لكنها تتطلّع للأفق .. لمكامن السحر .. تملأها الرغبة لاقتحام الحياة ، للألوان إذ تغزو كيانها فتمتلأ عزماً ، لتحطيم أصنام الخوف ... تقف على أرضٍ صلبة .. أو هكذا بدا لها  .. مكتنزة بشغف القوة .. امرأة من زمن الشتاء وُلدت .. تحمل هشاشتها كورقةٍ خريفية تكاد تسقط من غصنها الضعيف على شجرة ..  تزعم الشجاعة والصبر ..  تتنكر لآلامها .. لرعشتها وشتاتها .. ثم ما تلبث أن تقع ..  فترتجف من ثقل الأرض وبرودة الطقس .. تتحمل العواصف ..  تتطاير متناغمة معها ..  في لجّة العذاب تضحك ..  تمارس طقوس ضحك هستيرية راقصة .. لتغالب بها الشجن .. تضحك في نزعها الأخير كأنها الآن تُبعَث .. كان الموت إنجاباً ..  والقلب المهدور على حافة الحياة صندوقها الأسود .. تقترب من جمر الانكسار .. تهمي عيناها دون شعور .. تتمسك بأذرع النيران صارخةً " خذيني " ..  يخالها الناظر ممسوسة ..  تُلفت انتباه المشفقين والشامتين على حدٍ سواء .. وما أكثر الشام...

قلق

أنا إنسانٌ يقلق كثيراً ، القلق ليس عادة يومية لي ؛ بل هو تنفسٌ آخر يزاحم الشهيق ولا يخرج مع الزفير .. . لكيلا أبالغ ..ربما تتسرب بعض الذرات ... . أتساءل كيف هو الإحساس بالطمأنينة؟ كيف ينبض القلب بلا توتر ؟. أمارس القلق في مطعمي ومشربي ، في علاقاتي .. يرعبني أن لا أنال محبتهم .. ويخيفني أن لا أحبهم .. كما ينبغي ! يُثير رَيبتي إقبالهم .. لهفتهم .. كما يقلقني الاعتياد على حبهم .. يقتلني رعباً .. رحيلهم .. هجرهم .. لا أعرف كيف أعاملهم .. ولا يعلمون كيف أخاف لأجلهم ، وعليهم ، ومنهم! حتى الكتب التي أهوى صارت تثير هواجسي .. فأترنّح بين السطور .. ثمل برائحة الورق .. يضطرب القلم كلما تسلّقَته أصابع اللبلاب .. تدثّره .. تخنقه .. تربك حرفه .. فيهوي على شفا الورقة .. أدخل في جدالات بيزنطية عقيمة مع وساوسي .. جدلٌ لأجل الجدل ..لا مغزى و لا فهم .. شجارٌ فصراعٌ فصداع .. ! آهٍ كم يفزعني الانحياز .. الحياد .. المنتصف .. الجانب .. والجانب الآخر .. رأسي ممتليء جداً .. فارغٌ جداً .. هاديءٌ في قلبه حربٌ طاحنة .. أنا مجنون .. ضعوني حيث تريدون .. في مصحّ ! في سجن !! نعم اسجنوني .. في أي مكان أجد فيه أشباهي ...

صديقي

. لم أتحدث إليك منذ فترة .. أعراض الانعزال تغتالني .. حتى أنت يا صديقي غدوتُ أشعر معك -سامحني- بالغربة .. لم أعُد أخبركَ عن نومي المثقل بالكوابيس .. عن وجهي المجعد الشاحب .. أو أشاكسك ضحكا على حاجبيك الرقيقين كامرأة .. “ هل مازالا رقيقَين ؟! ” لم أعلم أنني أخفي عنك ضحكاتي على سُخف النكات التي أبكتني .. حتى أدركتُ أنني أشفق عليك من صاحب مثلي .. يلبس قبعةً من حديد تلتحم بجمجمته بقسوة .. كلما ضربت الشمس رأسه انصهر وتبعثر .. وكلما برد الطقس هذى تجمداً وشروداً .. سامحني يا صديقي .. لأنني أبدي لك عكس ما أحس .. أقسو بفظاظة .. بإمكانك أن تسمي ما أفعله - حماية لك - مني .. صدقني .. حتى كوب الشاي الذي ارتشفته معك ذات صباح .. وضحكنا لأن النادل وضع فيه الكثير من السكر - والذي أبديتَ له أنك ستقاضيه إن أصابتني النوبة - كنتُ أشعرهُ مراً علقماً ..! البحر يا صديقي .. بات رمادياً .. أشبه بالتابوت .. يُشيّع للموت .. ليتك تعلم ..أن ابتعادك ملأ النواعير فغاص قلبي بين أجنحة الخوف .. أنا دونك يا صديقي .. أثرٌ بعد عين .. .

أتَذكرين؟!

أوَ تذكرين؟ من بعدِ عِشرتكِ سنين ! مرآةُ أعذاري  .. فمالكِ تُنكرين ؟ للروحِ أسمالٌ وطِين  .. إني رأيتكِ تَمقتين .. نظَراتكِ البَكماء أعرفُها تُدين .. لكنكِ تتحججين .. " فيكَ الحياةُ " قُلتِها ، تتحجّبين .. هُزواً تخفّى في كلامكِ .. تكذبين ..! سأقِرُّ بالسِّرِ الدّفين .. روحي هُناكَ وضَعتُها لو تعلمين .. عندَ الرصيفِ .. لقيطةً .. شاخَتْ .. فهلْ لي تُنصتين؟! إني أرى عَينيكِ في وَضعِ المُهين .. لا تَشمَتين ؟! يا كِذبةَ التاريخِ .. يا مَعزوفةَ اليأسِ ..ِ المَقين .. تطبّلينَ على الصفاقةِ تَرقُصين .. وللجَواري الطامِحاتِ تُعلِّمين ! يا لِلمَهانةِ والدناءةِ حينَ نَفسي تَعصُرين .. لمْ تعرفي أنَّ انتهائي حينما مَات الحَنين .. قولي لمَ لي تُبغضين ؟ يا صورةَ السُّوءِ اللعِين .. هُزّي جِراحَ القلبِ يُثمِرُ كلَّ حِين .. لا تصمتي .. ضَحِكاتُكِ الخَرساء تُبكيني فهلَّا تَنطقين! مُذ خَطَت أيّامُكِ العَجْفاءُ فوقَ الروحِ  خَطَّطَتِ الجَبين .. أَرنو إلى جَدثي  .. فيُطوَى آخِرُ الحزنِ المَكين .. يكفي اصطلاءَ الجوفِ .. فيهِ النارُ تُحرِقُ في العَرين .. ...

يتأملها ..~•

. ويتأملها ، برغم السطوع الذي يغشى العيون . بالرغم من الشُهب الساقطة من خصلاتها ..  . يتأمّل مفاتيح السعادة في حدَقاتها ، في ترانيم أنفاسها ..  . ينظر تقاسيم وجهها كمنحوتةٍ ملائكيةٍ مقدّسة ، استثمر فيها أنجلو دقة فنّه ورقّة حِسه .. . يتأمل الجنة فيها .. كأنها الفرح الأول ، النبضة البِكر ، البَعث من الرُفات .. . . كان يتأملها في تِيه ، غارِقٌ في الهيام ، ذائبٌ في أوراق روحها ، روحها التي كانت تخطّ في كتابه أحرفاً لا يفهمها سواه ، ليتوحّدا في لغتها المبتكرة صانعةً لهما الأعاجيب ! 

احتراق ~

عيناها مغروستان كشجرة عجوز في قاع وجهها .. ساهمة النظرات .. بين أناملها سيجارة تحملها بإهمال .. جمرتها تكاد تخمد تاركة أثر الاحتراق على اطراف التصقت ببشرتها الشاحبة .. اختلطت الالوان فلم أميز أيهما أشد اصفراراً .. لون التبغ او جلدها ؟ كانت تنظر في الفراغ .. مبصرة مع وقف التنفيذ .. تتململ في حركتها .. لا تكاد أضلاع صدرها تتسع لرئتيها الصغيرتين .. لا تتنفس الا بقدر يجعلها تعيش فقط .. كلهم يمرون أمامها .. يراقبونها - كان وجهها بارداً .. متبلد الإحساس .. كأن لم تنحته أيادي الابتسامة يوماً .. و لم تذق عينيها رحيق الفرح لحظة .. حتى استعصى على الحزن تصويرها .. و تركها غريبة المعالم .. حادة التفاصيل .. أشد برودة من صقيع الشتاء .. - كانوا ينظرون .. يذهلون .. ثم ما يلبثون ناظرين فراشات أخرى ملونة .. ما تزال مخدوعةً بمن يُفتتن بها ..  و هي لا تعلم أنها على الطريق المستقيم للاحتراق !!!

أسير إليك ..~

وأسيرُ إليك .. أحمل كبريائي خفية .. أضرم في صقيع الليل ناري .. أشاغب أحلامك .. أختلس نغمةً هاربةً من أنفاسك .. أضمها إلى باقة صبري .. تلكم الألحان ..  تدفعني للعودة مراراً , ومراراً .. أنصت والحنين يمارس ضحكاته المتطفلة .. في غمرة تأملاتي أفيق .. لأعيد الكرّة تلو الكرّة .. وأحرك يدي في ضيق .. ابتعدي يا ذبابة الحنين المجنون .. فتخرج مني همسة .. توقظ خلاياك .. و لألومَ نفسي على إزعاجك .. لا أنساك إذ تنظر لي .. شبحاً .. فتستعيذ بالله وتغوص في رؤاك .. لم ترَني ؟! هل أشفق على نفسي أن صرتُ شبحاً ؟ بالرغم من ذلك ... حبك يسكنني  .. هو شمسي التي تشعّ معلنةً أَنْ جوزي على صراط الهوى .. لا طريق لكِ غيره .. وها أنا يجذبني مزيج الفرح والألم .. فـَ أسيرَ إليك ..

جنين !

عدا عن كوننا لم نبلغ بعد مرحلة اكتمال العائلة الصغيرة لنكون والدين لكائن صغير يدعى " طفلنا " إلا أننا نُعدّ من السعداء ، المحظوظين . أنا الذي ما تمنيتُ أكثر من زوجة لطيفة تبادلني حباً بحب ، متناغمين فِكراً وروحاً ، إنها الرياض الغنّاء الفسيحة ، المعشّقة بالورد والأنهار والشجر .. لكم دعوتُ الله أن يوفقني كي أكون لقلبها كما هي دوماً لقلبي ، فرحاً ورضا واكتفاء .. لكن الناس يؤلمهم أن يروا فيك لون سعادة ، تعذبهم ابتسامتك ، فلا يألون جهداً ليفيضوا عذاباتهم عليك ، ينغصون حياتك ، ويثيرون زوابع همجية تحطمك .. فكانت أشواكهم تخز قلبي كلما أفرطوا في الهجوم ، لتنقلب تلك السَكينة إلى  هزات .. لطالما شوهوا فرحتنا بالإشارة " مالكما لم تنجبا ؟!" وما أعجبهم عندما يضربون بقسوتهم نحر راحتنا ، أنا وعصفورتي ،نعم عصفورتي فقلبها لم يحمل سوى البراءة والجمال حتى أنني أخاف أن يمسّها مكروه من كلمةٍ عابرةٍ من قلوب غلاظ .. هاهي مشيئة الله سبقت لنلاقي أجر صبرنا بعد عذاب استطال ، هاهو البذر ينمو بقدرة الكريم لنسجد لله شكراً وتطيب نفوسنا حبوراً ، يوماً بعد يوم نرى صنائع الله فنحمده على العط...

مغناطيس ~

كقطعتي مغناطيس لا تزول منا خصائصه الجاذبة ، وإن غاب أحدُنا أو تعثر في الحياة ، ولأن الماء أصلنا في شفافيته وصفائه ، نمتزج كذرات هيدروجين وأكسجين لنتحول نبعاً انبجس من عمق الحب الصادق ..

رقص الكلام ~

يا فاتنات الكلام الممشوقة .. ارقصنَ لعينيه رقصة عشقٍ امتزجت برحيق الأزهار .. انثرن عليه ثلجاً نقياً كابيضاض الغيم في صيفٍ جميل .. كل رقصة لأقدامكن تنقر على بساطٍ أخضر ينبت مكانه حلمٌ متجدد .. كل ترنيمة تشدين بها تتعانق مع صدح العنادل و تغريد العصافير فتتأرجح الروح حبوراً … أيتها الكلمات أسعديه بوهج من نور يتسلل من جباهكن المضيئة و أضِئن ثريات فؤاده … لأني أحبه أنعشن  روحه بمطر العشق الذي لا يزول ……

أمل ~

لن تسافر عن عيني صورتُك .. سيبقى طيفُك واقفاً عند نافذتي .. اشعاعك يتسرب عبر ستائري .. كلما لمحتُك شاهدتُ ابتسامتك المبهجة لقلبي .. لا ، لن يكون سفرك سبباً لانسكاب الدموع على هضبات وجهي .. فأنت باقٍ لا تزول عن ذاكرتي .. حتى تعودَ محملاً بحقائب الفرح و هدايا السعادة لكلينا ..

اللون الأحمر ~

نجلاء طفلة جميلة ، دخلت عامها السادس منذ أيام، ذات بشرة برونزية ناعمة وعينان ينساب فيهما العسل برقة متناهية ، يطفو على وجهها البِشر ، تضحك عيناها حين تبتسم . كانت تلاعب الورود في الحديقة عندما وصلها نداء أمها من المطبخ : نجلاء تعالي لتستحمي .. ركضت نجلاء إلى الداخل ، واستسلمت لحمام والدتها و تدليكها ودعكها كأنها قطعة نحاس تحتاج للتصفير ..  عندما خرجت مغطاة بدفء فوطتها رأت ثوباً أحمر قد أعدّته والدتها ، قطّبت جبينها فأدركت الأم ذلك وسألت : كأن الثوب لا يعجبك ؟  لتقول بسرعة : لا أحب اللون الأحمر ! “ لماذا ” قالتها الأم في استغراب .. “ لأن اللون الأحمر لون الشيطان ! ” قالتها وزمت شفتيها الصغيرتين “ وكيف هذا !؟” والصدمة تعلو وجه الأم ، “ قالت لنا المعلمة أن الشيطان مخلوق من النار و هو أحمر ” ردت نجلاء في براءة .. فتحاول الأم فهم ما بقلب طفلتها الصغيرة ولتجيب عليها ببساطة ..  “ تعالي يا صغيرتي وانظري لهذا ” واشارت إليها أن تنظر للوحة فيها طير أبو الحناء الذي تحبه وقالت : هل يعجبكِ؟  لتردّ نجلاء ببهجة : نعم بالطبع ، إنه جميل .. ثم أرتها ورود...

ما الحب ؟!

الحب ، الأنس الفاتن ، الشعور السحري بفصل الربيع الخلاب في أقسى ظروف الحياة .. أن تجد مساحة السماء الشاسعة أضيق من سَم الخِياط بدونه ، والغرفة الضيقة معه أكبر اتساعاً من مجرة .. أن تجده الأمان والسكينة ، الغسول النقي للقلب من سواد الشقاء .. ولأن الأرواح امتزجت ، تراها تشكل الوجوه لتتشابه فلا تعرف من منهما يشبه الآخر .. والصدق أنهما واحد ، كلاهما يرى نفسه في صاحبه .. أن يسمعا بعضهما بالصمت رغم زحام الناس حولهما ، لغتهما نظرة تفوق الكتب كلاماً ، وتضاهي الدواوين همساً .. الحب اكتفاء واحتواء .. الحب فلسفة إعجاز ، منطق القلب .. دواءٌ وأدواء ، راحة وشقاء ، جمرٌ ونار وجنة ونعيم .. الحب متناقضات لا تُعد ، تقلّب الأيام فلا تهدأ ..  الحب ، أن تفقد المعاني سيطرتها ، و الأوصاف لذتها ، و النعوت تضحى في خبر كان .. لأن البهجة تتوالد في عين اللحظة الواحدة كالدهشة الدائمة في رؤية زهرة تنمو و تتفتح بكل تفاصيلها ودقائقها لحظة تلو لحظة ..  أن تعشق الأرواح فلا يهمها المظهر ولا يمنعها أعتى هشاشة في الصحة ، جُل ما تريده وجود المحبوب بأي صفة .. الحب ، زرعٌ لغرسٍ فريد ، يعبر ...

حكاية الحكايات ~

يُحكى أن ..  ثم لم يكن من الإعجاز أن أخرج من عمق الحكاية ، لأبحث عنك ، ضاربةً بعَرض الحائط خوفي من المجهول ، ورعبي من متاهات الطريق .. . نعم ، لقد خرجت من حِصني المكين ، ولأجازف بالأمان ..            . . نعم ، لم أعرف بعدك أماناً ، ولم تُلملَم لي بعثرة .. أمسيتُ أدنو من ظلامٍ لآخر ، أدور باحثةً عنك كأنك ذرّةُ ملح أذابتها الدنيا .. على كل بوابة وقفتُ وإلى أغوار الحَكايا وَلجْت .. أدهشني بعضُها وأرعبتني أخرى .. لم أيأس منك ، أنت الذي يروقك الاختباء ، ويفتنك التخفي واللعب .. .  . . أعطيتُ للساحرات أثرك ، لكن السحر باطل ، والامير مجهول المكان والمصير .. . ضِعتُ بعدك ، أُداري ارتعاشي ، لأثبتَ لك وللآخرين ولربما لي ، أني قوية ، قوية جداً .. حتى إنني أقدر أن أصارع تنيناً ، ولا أرهب النيران ، أو حتى مخاطبة السحاب على ظهر عنقاء مخيفة .. . نعم ، أسرفتُ في حبي لك يا أميري ..حتى تجللتُ بسحر ألفٍ ليلة وليلة فلم تعد تُذهلني ، وقضيتُ عمري أمتطي صهوةَ الريح فلم تُعييِني .. سألتُ ملوك البحار وجن الأرض ...

ما السعادة ؟!

السعادة ، قطعة الحلوى اللذيذة التي تقضمها بلا أدنى تأنيب للضمير لأنك ستخرب حمية تتبعها .. إنها إنفجار ألوان في عالمٍ باهت يكسر الشحوب ويتغلغل في النفس .. لك أن تتخيلها ، امتزاج روائح عطرية شذية تضوع في أرجاء روحك فتفتك بآلامك .. السعادة واجهة النور ، مفتاح الفجر والدهشة المتجددة .. السعادة بعكس كل شيء أناني ، تعشق المشاركة وتستمتع بالجَمع .. السعادة أولاً وأخيراً ، قناعة تستقر في قلبك باعثةً الطمأنينة والرضا .. أن تكون سعيداً لا يعني بالضرورة أنك تملك كل وسائل الراحة .. السعادة أن تجد ذاتك وتسعد غيرك وتعيش قانعاً بأنعُم الله .. السعادة بذرة تزرعها في نفوس الآخرين فتثمر شجرتها بقلبك وروحك .. ولأن الله يكره البؤس والتباؤس .. أظهِر آلاء الله عليك .. لا تتمسك بالحزن ولا تُطلع أحداً على جرحك لعل الله يكشف غمك أو يثيبك درجات رفيعة في أُخراك .. كن سعيداً ..

موت الحرية ~

ناحوا على الأبوابِ كالثواكلْ سنيننا أسرٌ على تواكلْ حريةً قُـلناها للطغاةِ و دينُنا عزٌّ فلا تخاذل اصواتنا رَفَّ لها الشديدُ فأيّدَ الآهَ كما نريدُ صاحَ بـنا صَهٍ لا تزيدوا لا تُشمتوا في ظُلمنا العواذلْ عهداً ستُعطَونَ مُبتغاكم ستُرزقون كُلُكُم مُناكم عيونُكم قريرةٌ فَذاكُم حوائجٌ مقضيةٌ شوامل فصفّقَ الجميعُ في ارتياحِ وشجعوا القرارَ بانشراحِ لما دَعوا بالصُلحِ والصلاحِ إمامُكم منصفُكم وعادلْ وعندما غاب احمرارُ الشمسِ مدّ لهم أسيافَ بعد عُرسِ وقطّعَ الأجسادَ في امتنانِ سَفْكاً أتى وأنزلَ النوازلْ لا تغضبي منّا قد استكَنّا وذُلِّلـَتْ رؤوسُنا ، قُطِفنا مهانةً يا ويلنا فُطمنا حريةٌ ماتت بلا مقابل ..

حُـلمٌ جمـيل ~

عبرتُ السماءَ كـ طيفٍ ثقيل  وأشعلتُ شمعاً لدربي الطويل أحيكُ لعينيكِ ابتسامَ الشِفاه لظنّي بأنكِ حلمٌ جميل فلما تراءى لعيني الخيال وأبصرتُ نجماً فكانَ الدليل عجزتُ لأدركَ كُنهَ الصفات مهٍ ! تُهتُ حقاً فأينَ السبيل؟! ملاكاً أرى قد كساهُ الجمال تـَورّدَ خَـفْراً فـ جُن العَقيل  مَحوتِ المجانينَ في لحظةٍ  فكنتِ الجنونَ لعشقٍ نبيل  فأينَ الملوّحُ في عشقهِ ؟ وأينَ كُثيرٌ وأينَ جميل؟

فنجان الحب ~

لماذا أنتَ كالكوثر ؟ لماذا فُقتها النجماتَ والغيماتَ  والألماسَ والمرمر ؟ قل لي كيفَ إنسانٌ مَصوغٌ بالندى يُزهر ! كيف ؟ كيف ؟ أخبرني أ روحُكَ ؟ أم شُعاعٌ حُر ؟ أيا نجمَ الليالي الحالكاتِ سوادُها إظهر فأنتَ النورُ مهزومٌ أمام بريقك المُقمر على أفنان ذاكرتي أراكَ أراكَ كالجوهر أنت سميرُ أفكاري حلاوتُها إذا تحضُر فهيّا نرشُفُ الكلماتَ من فنجاننا نَسكَر قراطيسي هي الأقداح نملؤها مُباحَ الخمر نبثُّ الشوقَ أشعاراً كـ مسكٍ عاطرٍ أذفر